سئمت الحزن والبكاء على وطن سميّ بالعربيّ, تعبت من الاغتيالات والتفجيرات والقتل, كأن أرواح الناس أرقام تزداد أكثر وأكثر, فعندما كنت طفلة أحسست بسلام حولي, أنام مطمئنة البال بعد أن أصلي من أجل الفقراء والمحتاجين والمرضى لِتُشْفى, كنت أصلي للجميع وأبكي على الموتى القليلون إلّا أنني كبرت ووعيّت على دنيا مختلفة, فأصبحت الطوائف والأديان والمناصب تفرقنا. دموعي قد زادت على الأموات وعم قلبي الحزن, وصلواتي باتت تكثر وأصبحت أصلي من أجل السوري والعراقي والليبي والمصري واللبناني واليمني, من ثم تعبت من كثرة البلدان وكنت أخاف أن أنسى أحد فأصبحت أخصص صلاتي للعربي, لأني كدت أنسى أننا أخوة, فكيف لي أن أنسى؟ أيمكن أن يشكك أحد بوحدتنا؟ فها أنا ذاهبة لأزور الشام, بعدما أميل على حبايبي في فلسطين من ثم أصلي في لبنان وأحج في مكة المكرمة وأتغدى في بابل السمك المسكوف,فيؤلمني حقا أن أجلس في بيتي وطفلة أصغر مني تعيش ما أراه على تلفازي, فتحولت كوابيسي ومخاوفي لحقيقة يعيشها العرب كل يوم. تعبت من حالتنا نحن العرب فما نمّر به ينشّف الدموع ويكسّر القلوب, وأتسائل لماذا ينمو الظلم في عالمنا متغذّي على أرواحنا ومكتفيّ بصمتنا وسالب لحقّنا,فلا أزال أصلي من أجل وطني المسمّى بالعربيّ.كاترينا هلسة
كاترينا هلسة |
Katreena Halasa
Archives |